هذه مقالة للاستاذ كما صدقي مدير منتدى فيلوصوفيا
سأُحاول مُقاربة ما يجري في مصر من منظور آخر غير منظور السياسيين والمحللين الأكاديميين. سأحاول قراءة ما يجري من خلال " المكبوت الجماهيري" والذي يتجسد في شعاراته ونُكته التي هي في واقع الأمر التجسيد الحقيقي بل المبرر الحقيقي لفعل الانتفاضة كشكل من الثورة، عفوية كانت أم مُبرمجة..
وقبل ذلك لديّ بوح خاص يتعلق بمجزوءة السياسة بطعم " التّونسة" و" المصرية".
لستُ أدري هل من حسن حظ مدرسي الفلسفة أم من سوء حظهم كونهم، وهم سيُقاربون مجزوءة السياسية،سينتظرون أسئلة مُحرجة من قبل تلاميذ لا أحد يزعم أن ما يقع في تونس ومصر وبعض الدول العربية لم يًؤثّر فيهم، مما يجعل من مجزوءة السياسة مناسبة لاختبار مدى مصداقية الطرح الفلسفي وكذا الطرح السيوسولوجي للإشكالية مدى مصداقية الدولة بين الواقع والنظرية.حتى وإن تحاشوا التداول فيما يجري، فمن المحتمل استحضارهم لما يجري في تونس ومصر ، من خلال مثيرات حاضرة بالضرورة في محاور المجزوءة.
حسن الحظ حين يتعلق الأمر بالتفكير في إشكالية الدولة من حيثُ المبدأ، بمعنى من منظور أكاديمي فلسفي، وهذا ما يفتقر إليه التلميذ لحد ساعة إنجاز الدرس، وهذا من الممكن أن يفتح أمام التلميذ فرصة للتفكير في المفارقة بين معايير تدبير الدولة بأفقها المبدئي، المتجسد في الحق والعدالة كأحد المعايير الأساسية المحددة لمشروعية الدولة، وبين واقع الدولة والذي ليس بالضرورة مُتجسّدا في مبدإ وجودها كأن تظهر الدولة في صورة استبدادية لا تخدم الصالح العام بقدر ما تخدم الحاكمين وحاشيتهم.
سوء الحظ حين يتعلق الأمر بالانزياح بالدرس من مجاله النظري إلى فضاء التنتظير السياسوي الذي قد يكون التلاميذ أبطاله انطلاقا من ما يتمثلونه لما يجري على أرض الواقع في تونس ومصر، ويُحاولون البحث عن أجوبة آنية لما يجري في تونس ومصر مُستغلين ما تطرحه مجزوءة السياسة ذاتها من قضايا لا تبتعد جوهريا عن ما يجري في العالم العربي، وخاصة لحظة تحليل نص عبد الله العروي للدولة العربية السلطانية الاستبدادية كواقع حقيقي وليس كواقع افتراضي.
بالمحصلة، ستكون الدورة الثانية بطعم آخر سيكون أبطالها الدولة والعنف، والتلاميذ لن يعودوا يسمعون عن العنف الذي تتحدثُ عنه " حنا أرندت " أو " إريك فايل"...بل هم عاينوا عنفا حقيقيا على شاشات التلفاز والكومبيوتر بالصورة والصوت.
ما يُقلقني كمدرس للفلسفة،أن يتجاوزنا تلامذتنا كما تجاوز الشباب حُكاُمهم من خلال ثورة الفايسبوك والتويتر وغيرها. الإشكال:كيف نجعل من إشكالات مجزوءة السياسة أن تكون في مستوى الأحداث التي تشحن عقول وعواطف الشباب، وحتى لا نبدو مع جلّ فيالق الفلاسفة، في وضع يجعل شبابنا مُتقدمين علينا؟ هذه ورطة حقيقية لن يتم تجاوزها إلاّ بتحديد دقيق للكفايات المُراد تحقيقها، وكذا تحديد دقيق للإشكالات والتي من خلالها نُحاول تحقيق رهانات المجزوءة حسب المنهاج، وفي نفس الوقت نحقق انتظارات التلاميذ تحت ضغط ما يجري في الواقع.هذا ليس من قبيل المُراهنة على الثالث المرفوع، ولكن مدخل الكفايات نفسه يُعطينا الحق في ربط رهانات الدرس بواقع التلاميذ في أفق إمدادهم بمهارات سيحتاجونها لحظة مُواجهتهم لوضعية مُشكلة، عندها هم مُطالبون بتوظيف ما تعلموه. والوضعية المشكلة في ما يقع في تونس ومصر..
أما من يُريد أن يضع رأسه في الرمل، فهذا شأنه. ولكل وسيلته في تدبير درسه بالطريقة التي هو مُقتنع بها، وأنا لا أُلزم أحدا بما أنا بصدد البوح به. فكل مدرس مسؤول عن مدى وحدود اجتهاده وإبداعه.ونحترم جميع الآراء والاجتهادات، مع العلم أنني لستُ هنا بصدد المُصادرة على المطلوب.
الثورة الشعبية وسلاح السّخرية : النكتة نموذجا.
عادة ما يتم النظر إلى النكتة على أنها تجسيد لمكبوت سياسي بالخصوص، داخل الدول الاستبدادية، التي تقمع حرية التعبير المباشر لتُعوّض النّكتة الحرمان من حرية التعبير باللجوء إلى الرمزية والمجاز ومختلف التقبلات من خلال تناص مُحكمـ يجمع بين شتات العديد من المفارقات كي تُصنع دلالة من الصعب إدراكها في بادء الأمر، لأن مضمونها المُفارقي يدعو للضحك، كوسيلة للسخرية من الاستبداد.
مثلا رافق الثورة الشعبية لشباب مصر وتونس ضد النظام الاستبدادي لحسني مبارك وزين العابدين بنعلي مجموعة من آليات السّخرية كالكاريكاتور والنكتة...ومن النكت التي تستحق التأويل لفهم حقيقة موقف الناس من المُستبدين:
1- جوج مصريين محششين
واحد سُوّل الثاني :
إلا كسبنا فالمظاهرات اليوم
ووقعنا الحكومة أش غندين ديرو من بعد ؟
قاليه:
غادي نواجهو تونس في الفينال.
2-الفايسبوك :الراعي الرسمي للتغير في العالم العربي.
3-السعودية منذ وصول بن علي:
خسارة 0-5 امام اليابان
امطار غزيرة و فياضانات
هطول ثلوج لاول مرة منذ سنين
انهيار سدود
توقف الدراسة و الحياة العادية
تبا تبا تبا
الأن فهمت معنى المنحوس
4- الحزب الحاكم نصح حسني مبارك بتجهيز خطاب وداعي يلقيه على الشعب، فاستغرب حسني مبارك وقال: ليه هو الشعب حيروح فين؟
5-عاجل: بن علي يتدخل في إذاعة موزاييك ويهدي أغنية "مستنياك" لحسني مبارك.
6- معمر القدافي : احدات مصر مجرد تمثيل مسلسل رمضاني لاشاعة احدات تونس.
7-الشعب المصري أهدى الرئيس مبارك قفص فيه 29 فـــــــــأر ... و قفص فيه كلب صغير ...... و قفص فيه كلب كبير ! الرئيس استلم الهدية و ما فهم القصد منها ؟ جاب عرّاف يفســـــــــــر له معنى الهدية !؟ العراف قال له: الشعب بيؤول لك: كفاية 29 سنة فأر (فقر) يا كلب يا ابن الكلب.
8-حسني مبارك لشعبه: أخصمك آه ...أسيبك لا.!!!
9- عاد زين العابدين من السعودية إلى تونس وقال لشعبه: شكرا لك، لقد شاركتَ في الكاميرا الخفية.
رجاء المساهمة بكل ما تملكونه من نكت حول ما يجري في مصر وتونس ... في أفق تحليل لحقيقة الثورات من خلال بُعدها السيكولوجي...
سأُحاول مُقاربة ما يجري في مصر من منظور آخر غير منظور السياسيين والمحللين الأكاديميين. سأحاول قراءة ما يجري من خلال " المكبوت الجماهيري" والذي يتجسد في شعاراته ونُكته التي هي في واقع الأمر التجسيد الحقيقي بل المبرر الحقيقي لفعل الانتفاضة كشكل من الثورة، عفوية كانت أم مُبرمجة..
وقبل ذلك لديّ بوح خاص يتعلق بمجزوءة السياسة بطعم " التّونسة" و" المصرية".
لستُ أدري هل من حسن حظ مدرسي الفلسفة أم من سوء حظهم كونهم، وهم سيُقاربون مجزوءة السياسية،سينتظرون أسئلة مُحرجة من قبل تلاميذ لا أحد يزعم أن ما يقع في تونس ومصر وبعض الدول العربية لم يًؤثّر فيهم، مما يجعل من مجزوءة السياسة مناسبة لاختبار مدى مصداقية الطرح الفلسفي وكذا الطرح السيوسولوجي للإشكالية مدى مصداقية الدولة بين الواقع والنظرية.حتى وإن تحاشوا التداول فيما يجري، فمن المحتمل استحضارهم لما يجري في تونس ومصر ، من خلال مثيرات حاضرة بالضرورة في محاور المجزوءة.
حسن الحظ حين يتعلق الأمر بالتفكير في إشكالية الدولة من حيثُ المبدأ، بمعنى من منظور أكاديمي فلسفي، وهذا ما يفتقر إليه التلميذ لحد ساعة إنجاز الدرس، وهذا من الممكن أن يفتح أمام التلميذ فرصة للتفكير في المفارقة بين معايير تدبير الدولة بأفقها المبدئي، المتجسد في الحق والعدالة كأحد المعايير الأساسية المحددة لمشروعية الدولة، وبين واقع الدولة والذي ليس بالضرورة مُتجسّدا في مبدإ وجودها كأن تظهر الدولة في صورة استبدادية لا تخدم الصالح العام بقدر ما تخدم الحاكمين وحاشيتهم.
سوء الحظ حين يتعلق الأمر بالانزياح بالدرس من مجاله النظري إلى فضاء التنتظير السياسوي الذي قد يكون التلاميذ أبطاله انطلاقا من ما يتمثلونه لما يجري على أرض الواقع في تونس ومصر، ويُحاولون البحث عن أجوبة آنية لما يجري في تونس ومصر مُستغلين ما تطرحه مجزوءة السياسة ذاتها من قضايا لا تبتعد جوهريا عن ما يجري في العالم العربي، وخاصة لحظة تحليل نص عبد الله العروي للدولة العربية السلطانية الاستبدادية كواقع حقيقي وليس كواقع افتراضي.
بالمحصلة، ستكون الدورة الثانية بطعم آخر سيكون أبطالها الدولة والعنف، والتلاميذ لن يعودوا يسمعون عن العنف الذي تتحدثُ عنه " حنا أرندت " أو " إريك فايل"...بل هم عاينوا عنفا حقيقيا على شاشات التلفاز والكومبيوتر بالصورة والصوت.
ما يُقلقني كمدرس للفلسفة،أن يتجاوزنا تلامذتنا كما تجاوز الشباب حُكاُمهم من خلال ثورة الفايسبوك والتويتر وغيرها. الإشكال:كيف نجعل من إشكالات مجزوءة السياسة أن تكون في مستوى الأحداث التي تشحن عقول وعواطف الشباب، وحتى لا نبدو مع جلّ فيالق الفلاسفة، في وضع يجعل شبابنا مُتقدمين علينا؟ هذه ورطة حقيقية لن يتم تجاوزها إلاّ بتحديد دقيق للكفايات المُراد تحقيقها، وكذا تحديد دقيق للإشكالات والتي من خلالها نُحاول تحقيق رهانات المجزوءة حسب المنهاج، وفي نفس الوقت نحقق انتظارات التلاميذ تحت ضغط ما يجري في الواقع.هذا ليس من قبيل المُراهنة على الثالث المرفوع، ولكن مدخل الكفايات نفسه يُعطينا الحق في ربط رهانات الدرس بواقع التلاميذ في أفق إمدادهم بمهارات سيحتاجونها لحظة مُواجهتهم لوضعية مُشكلة، عندها هم مُطالبون بتوظيف ما تعلموه. والوضعية المشكلة في ما يقع في تونس ومصر..
أما من يُريد أن يضع رأسه في الرمل، فهذا شأنه. ولكل وسيلته في تدبير درسه بالطريقة التي هو مُقتنع بها، وأنا لا أُلزم أحدا بما أنا بصدد البوح به. فكل مدرس مسؤول عن مدى وحدود اجتهاده وإبداعه.ونحترم جميع الآراء والاجتهادات، مع العلم أنني لستُ هنا بصدد المُصادرة على المطلوب.
الثورة الشعبية وسلاح السّخرية : النكتة نموذجا.
عادة ما يتم النظر إلى النكتة على أنها تجسيد لمكبوت سياسي بالخصوص، داخل الدول الاستبدادية، التي تقمع حرية التعبير المباشر لتُعوّض النّكتة الحرمان من حرية التعبير باللجوء إلى الرمزية والمجاز ومختلف التقبلات من خلال تناص مُحكمـ يجمع بين شتات العديد من المفارقات كي تُصنع دلالة من الصعب إدراكها في بادء الأمر، لأن مضمونها المُفارقي يدعو للضحك، كوسيلة للسخرية من الاستبداد.
مثلا رافق الثورة الشعبية لشباب مصر وتونس ضد النظام الاستبدادي لحسني مبارك وزين العابدين بنعلي مجموعة من آليات السّخرية كالكاريكاتور والنكتة...ومن النكت التي تستحق التأويل لفهم حقيقة موقف الناس من المُستبدين:
1- جوج مصريين محششين
واحد سُوّل الثاني :
إلا كسبنا فالمظاهرات اليوم
ووقعنا الحكومة أش غندين ديرو من بعد ؟
قاليه:
غادي نواجهو تونس في الفينال.
2-الفايسبوك :الراعي الرسمي للتغير في العالم العربي.
3-السعودية منذ وصول بن علي:
خسارة 0-5 امام اليابان
امطار غزيرة و فياضانات
هطول ثلوج لاول مرة منذ سنين
انهيار سدود
توقف الدراسة و الحياة العادية
تبا تبا تبا
الأن فهمت معنى المنحوس
4- الحزب الحاكم نصح حسني مبارك بتجهيز خطاب وداعي يلقيه على الشعب، فاستغرب حسني مبارك وقال: ليه هو الشعب حيروح فين؟
5-عاجل: بن علي يتدخل في إذاعة موزاييك ويهدي أغنية "مستنياك" لحسني مبارك.
6- معمر القدافي : احدات مصر مجرد تمثيل مسلسل رمضاني لاشاعة احدات تونس.
7-الشعب المصري أهدى الرئيس مبارك قفص فيه 29 فـــــــــأر ... و قفص فيه كلب صغير ...... و قفص فيه كلب كبير ! الرئيس استلم الهدية و ما فهم القصد منها ؟ جاب عرّاف يفســـــــــــر له معنى الهدية !؟ العراف قال له: الشعب بيؤول لك: كفاية 29 سنة فأر (فقر) يا كلب يا ابن الكلب.
8-حسني مبارك لشعبه: أخصمك آه ...أسيبك لا.!!!
9- عاد زين العابدين من السعودية إلى تونس وقال لشعبه: شكرا لك، لقد شاركتَ في الكاميرا الخفية.
رجاء المساهمة بكل ما تملكونه من نكت حول ما يجري في مصر وتونس ... في أفق تحليل لحقيقة الثورات من خلال بُعدها السيكولوجي...