أغورا ثانوية صلاح الدين الأيوبي
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
أغورا ثانوية صلاح الدين الأيوبي

منتدى تعليمي، تربوي، ثقافي شامل: آداب، فلسفة، علوم،لغات وترفيه

بحـث
 
 

نتائج البحث
 


Rechercher بحث متقدم

المواضيع الأخيرة
» مفهوم الدولة
ابن خلدون :العصبية والسلطة Emptyالأحد يناير 30, 2011 2:18 pm من طرف رشيد عوبدة

» تونس ومصر ومجزوءة السياسة.
ابن خلدون :العصبية والسلطة Emptyالأحد يناير 30, 2011 1:47 pm من طرف رشيد عوبدة

» مرحبا الاخت بشرى العلوى
ابن خلدون :العصبية والسلطة Emptyالأحد يناير 30, 2011 12:23 pm من طرف رشيد عوبدة

» بكل لغات العالم : احبكم
ابن خلدون :العصبية والسلطة Emptyالخميس يناير 27, 2011 3:00 pm من طرف رشيد عوبدة

» نصوص فلسفية مختارة
ابن خلدون :العصبية والسلطة Emptyالخميس يناير 27, 2011 2:00 pm من طرف رشيد عوبدة

» حول سوسيولوجيا التربية
ابن خلدون :العصبية والسلطة Emptyالخميس يناير 27, 2011 1:51 pm من طرف رشيد عوبدة

» ابن خلدون :العصبية والسلطة
ابن خلدون :العصبية والسلطة Emptyالخميس يناير 27, 2011 1:26 pm من طرف رشيد عوبدة

» مقاطع فيديو مهمة ذات مضامين فلسفية
ابن خلدون :العصبية والسلطة Emptyالخميس يناير 27, 2011 12:57 pm من طرف رشيد عوبدة

» الوثائق التي تكشف المستور عن السلطة الفلسطينية والجزيرة
ابن خلدون :العصبية والسلطة Emptyالخميس يناير 27, 2011 11:20 am من طرف رشيد عوبدة

التبادل الاعلاني
أبريل 2024
الإثنينالثلاثاءالأربعاءالخميسالجمعةالسبتالأحد
1234567
891011121314
15161718192021
22232425262728
2930     

اليومية اليومية


أهلا وسهلا بك زائرنا الكريم, أنت لم تقم بتسجيل الدخول بعد! يشرفنا أن تقوم بالدخول أو التسجيل إذا رغبت بالمشاركة في المنتدى

ابن خلدون :العصبية والسلطة

اذهب الى الأسفل  رسالة [صفحة 1 من اصل 1]

1ابن خلدون :العصبية والسلطة Empty ابن خلدون :العصبية والسلطة الخميس يناير 27, 2011 1:26 pm

رشيد عوبدة

رشيد عوبدة
Admin

صبح
من المسلم به تقريبا في مشارق الأرض و مغاربها، أن ابن خلدون هو مؤسس علم الاجتماع
أو علم العمران البشري كما يسميه. و قد تفطن هو نفسه لهذه الحقيقة عندما قال في
مقدمته التي خصصها في الواقع لهذا العلم الجديد: ... و هذا هو غرض هذا الكتاب
الأول من تأليفنا...، و هو علم مستقل بنفسه موضوعه العمران البشري و الاجتماع
الإنساني، كما أنه علم يهدف إلى بيان ما يلحقه من العوارض و الأحوال لذاته واحدة
بعد أخرى، و هذا شأن كل علم من العلوم وضعيا كان أم عقليا و اعلم أن الكلام في هذا
الغرض مستحدث الصنعة غريب النزعة غزير الفائدة، أعثر عليه البحث و أدى اليه
الغوص... و كأنه علم مستبط النشأة، و لعمري لم أقف على الكلام في منحاه لأحد من
الخليقة . المقدمة


ويبدو
واضحا ان اكتشاف ابن خلدون لهذا العلم قاده اليه منهجه التاريخي العلمي الذي ينطلق
من أن الظواهر الاجتماعية تخضع لقوانين ثابتة و أنها ترتبط ببعضها ارتباط العلة
بالمعلول، فكل ظاهرة لها سبب و هي في ذات الوقت سبب لللظاهرة التي تليها. لذلك كان
مفهوم العمران البشري عنده يشمل كل الظواهر سواء كانت سكانية أو
ديمغرافية،اجتماعية، سياسية، اقتصادية أو ثقافية. فهو يقول في ذلك :فهو خبر عن الاجتماع
الإنساني الذي هو عمران العالم و ما يعرض لطبيعة هذا العمران من الأحوال مثل
التوحش و التأنس و العصبيات وأصناف التغلبات للبشر بعضهم على بعض، وما ينشأ عن
الكسب و العلوم و الصنائع و سائر ما يحدث في ذلك العمران بطبيعته من الاحوال.
المقدمة،وهنا يلامس أيضا نظرية النشوء و الارتقاء لدى داروين و ان لم يغص فيها. ثم
أخذ في تفصيل كل تلك الظواهر مبينا أسبابها و تنائجها، مبتدئا بأن بإيضاح أن
الإنسان لا يستطيع العيش بمعزل عن أبناء جنسه حيث: ان الاجتماع الإنساني ضروري
فالإنسان مدني بالطبع أي لا بد له من الاجتماع الذي هو المدنية ... وهو معنى
العمران.


ثم
تعرض للعمران البشري على العموم مبينا أثر البيئة في الكائنات البشرية و هو مايدخل
حاليا في علم الاتنولوجيا و الانثروبولوجيا. ثم بعد ذلك تطرق لأنواع العمران
البشري تبعا لنمط حياة البشر و أساليبهم الإنتاجية قائلا: ان اختلاف الأجيال في
أحوالهم انما هو باختلاف نحلتهم في المعاش. مبتدئا بالعمران البدوي باعتباره اسلوب
الإنتاج الأولي الذي لا يرمي إلى الكثير من تحقيق ما هو ضروري للحياة ...ان اهل
البدو المنتحلون للمعاش الطبيعي ... و انهم مقتصرون على الضروري الاقوات و الملابس
و المساكن و سائر الأحوال و العوائد. المقدمة


ثم
يخصص الفصل الثالث من المقدمة للدول و الملك و الخلافة و مراتبها و أسباب و كيفية
نشوئها و سقوطها، مؤكدا أن الدعامة الأساسية للحكم تكمن في العصبية. والعصبية عنده
أصبحت مقولة اجتماعية احتلت مكانة بارزة في مقدمته حتى اعتبرها العديد من المؤرخين
مقولة خلدونية بحتة، و هم محقون في ذلك لأن ابن خلدون اهتم بها اهتماما بالغا إلى
درجة أنه ربط كل الأحداث الهامة و التغييرات الجذرية التي تطرأ على العمران البدوي
أو العمران الحضري بوجود أو فقدان العصبية. كما أنها في رأيه المحور الأساسي في حياة
الدول و الممالك. و يطنب ابن خلدون في شرح مقولته تلك، مبينا أن العصبية نزعة
طبيعية في البشر مذ كانوا، ذلك أنها تتولد من النسب و القرابة و تتوقف درجة قوتها
أو ضعفها على درجة قرب النسب أو بعده. ثم يتجاوز نطاق القرابة الضيقة المتمثلة في
العائلة و يبين أن درجة النسب قد تكون في الولاء للقبيلة و هي العصبية القبلية ...
و من هذا الباب الولاء و الحلف اذ نصرة كل أحد من أحد على أهل ولائه و حلفه للألفة
التي تلحق النفس في اهتضام جارها أو قريبها أو نسيبها بوجه من وجوه النسب، و ذلك
لأجل اللحمة الحاصلة من الولاء. أما اذا أصبح النسب مجهولا غامضا و لم يعد واضحا
في أذهان الناس، فإن العصبية تضيع و تختفي هي أيضا. ... بمعنى أن النسب اذا خرج عن
الوضوح انتفت النعرة التي تحمل هذه العصبية، فلا منفعة فيه حينئذ. هذا ولا يمكن
للنسب أن يختفي و يختلط في العمران البدوي، و ذلك أن قساوة الحياة في البادية تجعل
القبيلة تعيش حياة عزلة و توحش ، بحيث لا تطمح الأمم في الاختلاط بها و مشاركتها
في طريقة عيشها النكداء، وبذلك يحافظ البدو على نقاوة أنسابهم، و من ثم على
عصبيتهم.


...
الصريح من النسب انما يوجد للمتوحشين في القفر ... و ذلك لما اختصوا به من نكد
العيش و شظف الأحوال و سوء الموطن، حملتهم عليها الضرورة التي عينت لهم تلك
القسمة... فصار لهم ألفا و عادة، و ربيت فيهم أجيالهم ... فلا ينزع اليهم أحدا من
الأمم أن يساهم في حالهم، و لا يأنس بهم أحد من الأجيال ... فيؤمن عليهم لأجل ذلك
منت اختلاط انسابهم و فسادها. أما اذا تطورت حياتهم و أصبحوا في رغد العيش
بانضمامهم إلى الأرياف و المدن، فإن نسبهم يضيع حتما بسبب كثرة الاختلاط و يفقدون
بذلك عصبيتهم. ... ثم يقع الاختلاط في الحواضر مع العجم و غيرهم و فسدت الانساب
بالجملة ثمرتها من العصبية فاطرحت ثم تلاشت القبائل و دثرت فدثرت العصبية مدثورها
و بقي ذلك في البدو كما كان. و هكذا نخلص للقول في هذا الصدد بأن العصبية تكون في
العمران البدوي و تفقد في العمران الحضري.


العصبية
و السلطة في مرحلة العمران البدوي


بعد
أن تعرض ابن خلدون لمفهوم العصبية و أسبا وجودها أو فقدانها، انتقل إلى موضوع حساس
و هام ، مبينا دور العصبية فيه، ألا وهو موضوع ((الرئاسة)) الذي سيتطور في
((العمران الحضري )) إلى مفهوم الدولة. فأثناء مرحلة ((العمران البدوي)) يوجد صراع
بين مختلف العصبيات على الرئاسة ضمن القبيلة الواحدة، أي ضمن العصبية العامة حيث:
((..ان كل حي أو بطن من القبائل، و ان كانوا عصابة واحدة لنسبهم العام ، ففيهم
أيضا عصبيات أخرى لأنساب خاصة هي أشد التحاما من النسب العام لهم مثل عشير واحد أو
أهل بيت واحد أو أخوة بني أب واحد، لا مثل بني العم الأقربين أو الأبعدين ، فهؤلاء
أقعد بنسبهم المخصوص ، و يشاركون من سواهم من العصائب في النسب العام، والنعرة تقع
من أهل نسبهم المخصوص و من أهل النسب العام، ألا أنها في النسب الخاص أشد لقرب
اللحمة)). ومن هنا ينجم التنافس بين مختلف العصبيات الخاصة على الرئاسة ، تفوز فيه
بطبيعة الحال العصبة الخاصة الأقوى التي تحافظ على الرئاسة إلى أن تغلبها عصبة
خاصة أخرى و هكذا.((...و لما كانت الرئاسة انما تكون بالغلب، وجب أن تكون عصبة ذلك
النصاب (أي أهل العصبية الخاصة) أقوى من سائر العصبيات ليقع الغلب بها و تتم
الرئاسة لأهلها... فهذا هو سر اشتراط الغلب في العصبة، ومنه تعين استمرار الرئاسة
في النصاب المخصوص)).


يحدد
ابن خلدون مدة وراثة الرئاسة ضمن العصبية القوية بأربعة أجيال على العموم ، أي
بحوالي 120 سنة في تقديره.((ذلك بأن باني المجد عالم بما عاناه في بنائه و محافظ
على الخلال التي هي سبب كونه و بقائه ، و بعده ابن مباشر لأبيه قد سمع منه ذلك
وأخذ عنه، ألا أنه مقصر في ذلك تقصير السامع بالشئ عن المعاين له ثم إذى جاء
الثالث كان حظه في الاقتفاء والتقليد خاصة فقصر عن الثاني تقصير المقلد عن المجتهد
ثم اذا جاء الرابع قصر عن طريقتهم جملة و أضاع الخلال الحافظة لبناء مجدهم و
احتقرها و توهم أن أمر ذلك البنيان لم يكن بمعاناة و لاتكلف، وإنما هو أمر واجب
لهم منذ أول النشأة بمجرد انتسابهم و ليس بعصبية... و اعتبار الأربعة من الأجيال الأربعة
بان و مباشر و مقلد و هادم )).و بذلك ينهي ابن خلدون نظريته المتعلقة باسلطة أثناء
مرحلة ((العمران البدوي)) و يخلص إلى نتيجة أن السلطة في تلم المرحلة مبنية أساسا
على العصبية بحيث لا يمكن أن تكون لها قائمة بدونها.


العصبية والسلطة في العمران الحضري


انطلاقا
من نظريته السابقة المتعلقة بدور العصبية في الوصول إلى الرئاسة في المجتمع البدوي
، واصل ابن خلدون تحليله على نفس النسق فيما يتعلق بالسلطة في المجتمع الحضري
مبينا أن العصبية الخاصة بعد استيلائها على الرئاسة تطمح إلى ما هو أكثر، أي إلى
فرض سيادتها على قبائل أخرى بالقوة ، و عن طريق الحروب و التغلب للوصول إلى مرحلة
الملك ((... وهذا التغلب هو الملك ، وهو أمر زائد على الرئاسة... فهو التغلب و
الحكم بالقهر ، وصاحبالعصبية إذا بلغ رتبة طلب ما فوقها)). معتمدا في تحقيق ذلك
أساسا و بالدرجة الأولى على العصبية حيث إن ((الغاية التي تجري اليها العصبية هي
الملك )). فهذه اذن المرحلة الأولى في تأسيس الملك أو الدولة، وهي مرحلة لا تتم
الا من خلال العصبية.


بالوصول
إلى تلك المرحلة يبدأ ((العمران الحضري )) شيئا فشيئا وتصبح السلطة الجديدة تفكر
في تدعيم وضعها آخذة بعين الاعتبار جميع العصبيات التابعة لها، و بذلك فانها لم
تعد تعتمد على عامل النسب بل على عوامل اجتماعية و أخلاقية جديدة ، يسميها اب
خلدون ((الخلال)). هنا تدخل الدولة في صراع مع عصبيتها ، لأن وجودها أصبح يتنافى
عمليا مع وجود تلك العصبية التي كانت في بداية الأمر سببا في قيامها،(يتراءى لنا
مبدأ نفي النفي في المادية الجدلية<إضافة رابط المادية الجدلية ان وجد>).
ومع نشوء يتخطى الملك عصبيته الخاصة ، و يعتمد على مختلف العصبيات. و بذلك تتوسع
قاعدة الملك ويصبح الحاكم أغنى وأقوى من ذي قبل، بفضل توسع قاعدة الضرائب من ناحية
، و الأموال التي التي تدرها الصناعات الحرفية التي التي تنتعش و تزدهر في مرحلة
((العمران الحضري)) من ناحية أخرى.


لتدعيم
ملكه يلجأ إلى تعويض القوة العسكرية التي كانت تقدمها له العصبية الخاصة أو
العامة(القبيلة) بانشاء جيش من خارج عصبيته، و حتى من عناصر أجنبية عن قومه، وإلى
اغراق رؤساء قبائل البادية بالأموال، وبمنح الإقطاعات كتعويض عن الامتيازات
السياسية التي فقدوها. وهكذا تبلغ الدولة الجديدة قمة مجدها في تلك المرحلة، ثم
تأخذ في الانحدار حيث أن المال يبدأ في النفاذ شيئا فشيئا بسبب كثرة الانفاق على
ملذات الحياة و الترف والدعة. وعلى الجيوش ومختلف الموظفين الذين يعتمد عليهم
الحكم. فيزيد في فرض الضرائب بشكل مجحف ، الشئ الذي يؤدي إلى إضعاف المنتجين،
فتتراجع الزراعة و تنقص حركة التجارة، وتقل الصناعات، وتزداد النقمة وبذلك يكون
الحكم قد دخل مرحلة بداية النهاية ، أي مرحلة الهرم التي ستنتهي حتما بزواله و
قيام ملك جديد يمر بنفس الأطوار السابقة اغلتي يجملها اب خلدون في خمسة أطوار.
((... وحالات الدولة وأطوارها لا تعدو في الغالب خمسة أطوار. -الطور الأول طور
الظفر بالبغية، و غلب المدافع و الممانع، و الاستيلاء على الملك و انتزاعه من أيدي
الدولة السالفة قبلها.فيكون صاحب الدولة في هذا الطور أسوة بقومه في اكتساب المجد
و جباية المال و المدافعة عن الحوزة والحماية لا ينفرد دونهم بشيء لأن ذلك هو
مقتضى العصبية التي وقع بها الغلب، و هي لم تزل بعد بحالها .


الطور
الثاني طور الاستبداد على قومه و الانفراد دونهم بالملك و كبحهم عن التطاول
للمساهمة و المشاركة.و يكون صاحب الدولة في هذا الطور معنيا باصطناع الرجال و
اتخاذ الموالي و الصنائع و الاستكثار من ذلك ، لجدع أنوف أهل عصبيته وعشيرته
المقاسمين له في نسبه ، الضاربين في الملك بمثل سهمه.فهو يدافعهم عن الأمر و يصدهم
عن موارده و يردهم على أعقابهم أن بخلصوا إليه حتى يقر الأمر في نصابه


الطور
الثالث طور الفراغ والدعة لتحصيل ثمرات الملك مما تنزع طباع البشر اليه من تحصيل
المال وتخليد الآثار وبعد الصيت، فسيتفرغ وسعه في الجباية وضبط الدخل والخرج،
وإحصاء النفقات و القصد فيها، و تشييد المباني الحافلة والمصانع العظيمة، والامصار
المتسعة، والهياكل المرتفعة، واجازة الوفود من أشرف الأمم ووجوه القبائل و بث
المعروف في أهله . هذا مع التوسعة على صنائعه وحاشيته في أحوالهم بالمال والجاه،
واعتراض جنوده وادرار ارزاقهم وانصافهم في اعطياتهم لكل هلال، حتى يظهر أثر ذلك
عليهم ذلك في ملابسهم وشكتهم وشاراتهم يوم الزينة...و هذا الطور آخر أطوار
الاستبداد


الطور
الرابع طور القنوع و المسالمة و يكون صاحب الدولة في هذا قانعا بما أولوه سلما
لأنظاره من الملوك و اقتاله مقلدا للماضين من سلفه... و يرى أن الخروج عن تقليده
فساد أمره و أنهم أبصر بما بنوا من مجده.


الطور
الخامس طور الاسراف و التبذير ويكون صاحب الدولة في هذا الطور متلفا لما جمع أولوه
في سبيل الشهوات والملاذ والكرم على بطانته وفي مجالسه، واصطناع أخدان السوء و
خضراء الدمن ، و تقليدهم عظيمات الامور التي لا يستقلون بحملها، و لايعرفون ما
يأتون ويذرون منها، مستفسدا لكبار الأولياء من قومه و صنائع سلفه، حتى يضطغنوا
عليه و يتخاذلوا عن نصرته، مضيعا من جنده بما أنفق من أعطياتهم في شهواتهم... و في
هذا الطور تحصل في الدولة طبيعة الهرم ، و يستولي عليها المرض المزمن الذي لا تكاد
تخلص منه..أي أن تنقرض)).(المقدمة) و اذن فان تحليل ابن خلدون بولادة ونمو وهرم
الدولة هو ذو أهمية بالغة ، لأنه ينطلق من دراسة الحركة الداخلية للدولة المتمثلة
في العصبية، تلك المقولة الاجتماعية و السياسية التي تعتبر محور كل المقولات و
المفاهيم الخلدونية. فقد اعتمد عليها اعتمادا أساسيا في دراسته الجدلية لتطور
المجتمعات الإنسانية((العمران البشري)) و كأنه يبشر منذ القرن الرابع عشر بما
اصطلح على تسميته في أواخر القرن التاسع عشر و أوائل القرن العشرين بـ ((المادية
الجدلية)). وفي غمرة انطلاقت العلمية الرائعة الرائدة وضع إصبعة على العصب الحساس
و الرئيسي ،و ان لم يكن الوحيد في تطور ((العمران البشري)) ألآ و هو الاقتصاد

lol!

https://agorasallah2011.rigala.net

الرجوع الى أعلى الصفحة  رسالة [صفحة 1 من اصل 1]

صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى